جامعة الكوفة تناقش رسالة ماجستير بعنوان الصراع الدولي في منطقة القوقاز الأزمة الجورجية بعد عام ٢٠٠٨ انموذجا
ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة الكوفة رسالة الماجستير بعنوان ( الصراع الدولي في منطقة القوقاز الأزمة الجورجية بعد عام ٢٠٠٨ انموذجا ) تقدمت بها الباحثة ميثاق مهدي كاظم.
وتناولت الرسالة
نتيجةً لشحة مَوَارِد الطَّاقَة ونضوبها ، وَاَلَّتِي تعتبر اساس وُجُود الْمُجْتَمَعاتِ البَشَرِيَّةِ ، الَّتِي يَأْتِي فِي مُقَدِّمَتِهَا النَّفْط والغاز الطبيعي ، مَا جَعَلَ الْبَحْثِ عَنْهَا وَالْحُصُول عَلَيْهَا سبباً أساسياً لِوُجُود أَزَمات وصراعات كَبِيرَة ، لِتَأْتِي مِنْطَقَة القوقاز في مُقَدَّمَةٌ تِلْك الْمَنَاطِق الَّتِي تَوَجَّهَت إلَيْهَا الأَنْظَار إقليمياً ودولياً ، فَقَد انْفَرَدَت هَذِه الْمِنْطَقَة بمميزات وَخَصَائِص وثروات كَبِيرَة ، مَا جَعَلَهَا مِنْطَقَة صِرَاع وَكَسْب النُّفُوذ اقليمياً مِنْ قِبَلِ الدُّوَل المتاخمة لَهَا (روسيا إِيران تركيا) ودولياً مِنْ الْقُوَى الْبَعِيدَة عَنْهَا (الولايات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة وَحَلَف الناتو) ، خاصةً بَعْدَ الْفَرَاغِ الْكَبِيرِ الَّذِي تَرَكَهُ تَفَكَّك الِاتِّحَاد السوفيتي عَام 1991 ، مَا سَهُلَ لِتِلْك الدُّوَل الْوُصُول لِهَذِه الْمِنْطَقَة مِنْ أَجْلِ تَطْبِيق استراتيجياتها فِي السَّيْطَرَة وَالنُّفُوذ وَالِاسْتِحْوَاذ .
لِهَذَا أَصْبَحْت مِنْطَقَة القوقاز مطمعاً للعديد مِنْ الْجِهَاتِ الْفَاعِلَة ، خَاصَّة الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة ، الَّتِي جُعِلَتْ مِنْ القوقاز مِنْطَقَة ذَات أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً لَهَا اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً مِنْ جِهَةِ ، وروسيا الاتحادية الَّتِي تُعَدُّ مِنْطَقَة القوقاز حُدُودِهَا الْجَنُوبِيَّة واطلالتها عَلَى الْبَحْرِ الْأَسْوَد ومجالها الحَيَوِيّ ، وعاملاً مهماً لِأَمْنِهَا الاستراتيجي مِنْ جِهَةِ أُخْرَى ، وَمَا الْحَرْب الروسية الجورجية الَّتِي تطرقت لَهَا فِي هَذِهِ الدِّرَاسَةَ وَبِشَيْء مِنْ التَّفْصِيلِ ، إلَّا تجسيدا لِإِبْقَاء التَّنَافُس والصراع الْمَعَاصِرَ فِي مَنْطِقِهِ القوقاز مِنْ حَيْثُ الْأَسْبَاب وَالنَّتَائِج ، إذ سَعَت الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة إلَى الْعَمَلِ عَلَى تَطْوِيق رُوسْيَا مِنْ خِلَالِ تَمَدَّد حَلَف الناتو فِي جُورْجِيا ودُوَل أُخْرَى فِي الْمِنْطَقَةِ ، فِي مُقَابِلِ ذَلِكَ عَمِلَتْ رُوسْيَا بَعْدَ أَنْ شَعَرْت بخطورة تِلْك التغيرات عَلَى مَصَالِحِهَا ، إلَى عَرْقَلَةِ مَساعِي تِلْك الدُّوَل ، مِنْ خِلَالِ حَرْب خَاطِفَةٌ ، تَحْمِلُ فِي طياتها رِسَالَةً إِلَى الْغَرْبِ وَالْوِلَايَات الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة خَاصَّة وحلفائها وَإِلَى الدُّوَل الْمُسْتَقِلَّة حديثاً عَن الِاتِّحَاد السوفيتي بِأَن رُوسْيَا لاتزال دَوْلَة عُظْمَى قَادِرَةً عَلَى فَرْضِ سيطرتها حَيْثُمَا تَشَاء ، خَاصَّةً عَلَى دُوَلٌ الِاتِّحَاد السوفيتي السَّابِق ، وَإِن مجالها الحَيَوِيّ خَطّ أَحْمَرَ لَا يُمْكِنُ تَجَاوَزَه .
ختاماً تم قبول الرسالة من قبل لجنة المناقشة وبتقدير امتياز.