جامعة الكوفة تقيم حلقة نقاشية بعنوان ( العلاقات العراقية -الامريكية منذ عام 1989وافاقها المستقبلية )
اقامت كلية العلوم السياسية بجامعة الكوفة حلقة نقاشية بعنوان ( العلاقات العراقية – الأمريكية منذ عام 1989 وافاقها المستقبلية ) وكانت المحاضرة م. رغد فلاح عبد بحضور تدريسيي وطلبة الكلية .
وتناولت الحلقة تميزت العلاقات العراقية-الامريكية بتقلبات حادة منذ بدايات تكوينها ، بسبب التغيرات التي أصابتها . و لقد برزت هذه التحولات بالذات منذ عام 1989 و وصول ( جورج بوش الاب ) الى الحكم في الولايات المتحدة و حصول تغيرات دولية و اقليمية و داخلية بالنسبة للعراق ، كتلك المتعلقة بسقوط جدار برلين و اتجاه المعسكر الاشتراكي نحو الانهيار مما سقط احد اكبر الداعمين للسياسة العراقية على الصعيد العالمي ، كما أن دخول العراق للأراضي الكويتية و استخدام الامم المتحدة من قبل الولايات المتحدة ضد العراق يعتبر من أهم التغيرات التي حصلت على الصعيد الاقليمي للعلاقات العراقية-الامريكية ، اما على الصعيد الداخلي شهدت الاوضاع الداخلية العراقية العديد من الاضطرابات منها تلك المتعلقة بالانتفاضات الشعبية في شمال و جنوب العراق ، و التي كانت بمساعدة أمريكية ضمنية أحيانا و صريحة في أحيان أخرى .
تعتبر العلاقات العراقية-الامريكية من أهم أنماط العلاقات التي تميزت بالتوتر و التطور على الصعيد العالمي ، و التي من الممكن اعتباره بأنها علاقات من نمط متوتر بشكل عام . فقد أثرت هذه التوترات على السياسات العالمية ما بين الدول الكبرى ، حيث كان العراق محور اعادة السياسات و تغيرها ما بين الدول ، خاصة الدول الخمس دائمة العضوية .
لقد خرجت المنظمة الدولية الامم المتحدة من حالة الجمود التي أصابته منذ خمسينات القرن الماضي و مراحل الحرب الباردة ، حيث لم تستطيع الامم المتحدة أن تكون في موضع اهتماماتها التي تنصب في حفظ الامن و السلم الدوليين ، بينما تغيرت هذه الحالة بعد سقوط جدار برلين و انهيار الاتحاد السوفيتي و من ثم توجه الولايات المتحدة نحو السيطرة على العالم . فلقد كانت للولايات المتحدة دورا كبيرا في اعادة المكانة للامم المتحدة التي كان من الممكن أن تكون مصيرها مثل مصير عصبة الامم .
ان ما حصلت للعلاقات العراقية- الامريكية من تغيرات و تحولات عديدة أدت الى اشعال حروب كان السبب الاساسي منها عدم ادراك الصانع القرار السياسي في الطرفين لمتطلبات المراحل ، خاصة من قبل الجانب العراقي ، حيث لم تتعامل بالشكل المطلوب مع الازمات ، و لكن اعتبر التحدي أهم الطرق لمواجهة دولة عظمى ، لم تستطيع أن تقاومها دول كبرى .
لقد انتهت مسلسل الاضطرابات في العلاقات العراقية-الامريكية باسقاط النظام العراقي من قبل الولايات المتحدة نتيجة حرب ، كان من الممكن تجنبها باتباع سياسات عقلانية تلائم مع واقع المجتمع الدولي ، و كان الطرف العراقي المتضرر الاكبر في هذا الحرب . ثم بعد الحرب بدأت العلاقات من جديد بنمط متطور .