جامعة الكوفة تعقد ندوة بعنوان ( شرعية القبول والرضا الشعبي الانتخابي وشرعية الأنجاز للسلطة السياسية )

عقدت كلية العلوم السياسية بجامعة الكوفة ندوة بعنوان ( شرعية القبول والرضا الشعبي الانتخابي وشرعية الإنجاز السلطة السياسية ) وكان المحاضر الدكتور فاضل جواد حميد بحضور مجموعة من تدريسيي وطلبة الكلية .

وتناولت الندوة يشغل موضوع شرعية السلطة مساحة واسعة في الفكر السياسي بشكل عام , لما لهذا الموضوع من اهمية كبيرة وعميقة في تشخيص وتحديد مسوغات ومبررات وجود وقيام السلطة السياسية بوصفها سلطة لها الحق في الامر , حيث يبحث الفكر السياسي عن اصل السلطة السياسية , ويحاول الكشف عن مصدر شرعيتها , هل هو مصدر انساني اجتماعي ( ارادي ) , ( اختيار – ارغام ) , فتكون هذه السلطة قابلة للمناقشة والنقد والاعتراض والتعديل والتغيير , ام هو اصل ومصدر غيبي مقدس ( خرافة – اسطورة – دين ) , يجعلها سلطة سياسية مقدسة غير قابلة لأي شيء من ذلك .

والشرعية لفظ مشتق من الفعل ( شرع ) الذي يعني في اللغة العربية , البيان والاظهار وشرع الشيء اي بينه واوضحه , والشرع مرادف للشريعة وهي ما شرع الله تعالى لعباده من الاحكام , والشرعية : مفهوم سياسي مركزي مستمد من كلمة شرع ( قانون او عرف معتمد وراسخ , ديني او مدني ) , ويرمز الى العلاقة القائمة بين الحاكم والمحكوم المتضمنة توافق العمل او المنهج السياسي للحكم مع المصالح والقيم الاجتماعية للمواطنين بما يؤدي الى القبول الطوعي من قبل الشعب بقوانين وتشريعات النظام السياسي .

ان البحث في ( الشرعية ) اي شرعية السلطة من الامور الاساسية لتسويغ وجودها من جهة ولضمان استمرارها وديمومتها وبقائها وتطورها من جهة ثانية , لذلك فأن السلطة تحرص دائما لتأكيد شرعيتها لتجسيد قدرتها على ( الحق في الامر ) , حيث ان السلطة التي تفقد شرعيتها تفقد بالضرورة مسوغ وجودها اصلا , على ذلك فأن الحاجة للسلطة لا تسوغ لوحدها نفوذ الحكام وقدرتهم , فمن اجل ضمان استمرارية السلطة يجب ان تحظى هذه الاخيرة بقبول المحكومين او غالبيتهم .

أذ ان السلطة الشرعية هي (( تلك السلطة القادرة على فرض قراراتها بوصفها قرارات نافذة ومثبوتة , وهي ايضا تلك السلطة التي تكون توجهاتها موضع تأييد واستحسان من جانب اولئك الذين تخاطبهم )) .