جامعة الكوفة تنظم ندوة بعنوان ( المشاهد المستقبلية للاتحاد الأوروبي ما بعد الحرب الروسية- الاوكرانية )
نظمت كلية العلوم السياسية بجامعة الكوفة ندوة بعنوان ( المشاهد المستقبلية للاتحاد الأوربي ما بعد الحرب الروسية – الاوكرانية ) وكان المحاضر الدكتور باسل محسن مهنا بحضور مجموعة من تدريسيي الكلية وطلبتها.
وتناولت الندوة ان الاتحاد الأوروبي لم يرد به فقط ان يكون مدخلا للارتقاء بالفاعلية الداخلية الأوروبية ، وبضمنه الحيلولة دون اندلاع حرب جديدة في أوروبا وتحقيق تكاملها على شتى الصعد، وانما ايضاً يكون المدخل لفاعلية خارجية مؤثرة ، ومن ثم السبيل لدور أوروبي إيجابي ومؤثر في تفاعلات السياسة الدولية.
ان هذه الإيجابيات لا تلغي موضوعياً ان الاتحاد الأوروبي لم يكن بمعزل عن تتابع اندلاع أزمات هيكلية عاشها، والتي شكلت تحديات حقيقية له ، فمن الازمة المالية الحادة التي عاشتها اليونان وايرلندا واسبانيا والبرتغال عام 2010، على اثر الازمة المالية العالمية عام 2008، الى أزمات مهمة أخرى، كـ ازمة المهاجرين الممتدة، وأزمة خروج بريطانيا من EU، هذا فضلا عن ازمة انتشار فايروس (COVID-19)، وعدم الاتفاق الأوروبي على كيفية التعامل معه (اذ كانت احداث كورونا اختبارا حقيقيا لجدية التفاعل والتعاون ومشاريع الاندماج والتكامل الأوروبي والذي لم يكن بالمستوى المطلوب أوروبيا).
ان هذه الازمات كتداعيات ازمة كورونا وتداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية انعكست سلبيا على النزوع الأوروبي نحو التكامل. اذ تحد مخرجاتها من الاندفاع الأوربي نحوه، في الأقل.
وفي ضوء هذه المسيرة الطويلة للاتحاد الأوروبي، والتي تخللها مزيج من الإنجازات والانكفاءات.
يمكننا تلخيص مشاهد مستقبل الاتحاد الأوربي حتى عام 2030.
اذ يمكن ابتداءا ان نقول اذا كان المرء لا يستطيع التنبؤ بما هو ممكن او محتمل لان المستقبل لا يقبل الانغلاق موضوعياً، على مشهد واحد وحتمي، بيد انه يستطيع مع ذلك استشراف المشاهد البديلة والمتعددة له، لا سيما ان المستقبل يقترن بخاصية الانفتاح على مثل هذه المشاهد.
لذا نرى ان مستقبل الاتحاد الأوروبي ينفتح على ثلاثة مشاهد بديلة، هي:
أولا: مشهد الاتجاه نحو ديمومة التماسك والارتقاء.
ويرتكز هذا المشهد على فرضية مفادها ان مخرجات الإنجازات الأوروبية التي تشكل قاعدة العمل الأوروبي المشترك هي التي تجعل الاتحاد الأوروبي منطقة محصنة في مواجهة تحدياته.
ثانياً: مشهد الاتجاه نحو التراجع والتفكك.
ويرتكز هذا المشهد على فرضية مختلفة عن أعلاه مفادها، ان غلبة المعطيات الأوروبية التي تفضي مخرجاتها الى تفكك الاتحاد الأوروبي وانهياره على تلك التي تأخذ به الى التماسك والارتقاء هي التي ترجح ان يكون المستقبل الأوروبي انعكاساً اتجاهياً للمعطيات الأولى.
ثالثا: مشهد الاتجاه نحو ديمومة معطيات الوضع الراهن.
ويستند هذا المشهد على فرضية مفادها ان تفاعل استمرارية معطيات أوروبية على حالها مع أخرى تدفع الى التغيير، يفضي الى اقتران الاتحاد الأوروبي بمشهد يجمع بين معطيات الارتقاء .